تفسير ابن كثير تفسير الصفحة 288 من المصحف



تفسير ابن كثير - صفحة القرآن رقم 288

288 : تفسير الصفحة رقم 288 من القرآن الكريم

** وَمَا مَنَعَنَآ أَن نّرْسِلَ بِالاَيَاتِ إِلاّ أَن كَذّبَ بِهَا الأوّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالاَيَاتِ إِلاّ تَخْوِيفاً
قال سنيد عن حماد بن زيد عن أيوب, عن سعيد بن جبير قال: قال المشركون: يا محمد إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء فمنهم من سخرت له الريح, ومنهم من كان يحيي الموتى, فإن سرك أن نؤمن بك ونصدقك, فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهباً, فأوحى الله إليه: إني قد سمعت الذي قالوا فإن شئت أن نفعل الذي قالوا فإن لم يؤمنوا نزل العذاب, فإنه ليس بعد نزول الاَية مناظرة, وإن شئت أن نستأني بقومك استأنيت بهم. قال: «يا رب استأن بهم» وكذا قال قتادة وابن جريج وغيرهما, وروى الإمام أحمد: حدثنا عثمان بن محمد, حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس, عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً, وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا, فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم, وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا فإن كفروا هلكوا, كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم. وقال «لا, بل استأن بهم» وأنزل الله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالاَيات إلا أن كذب بها الأولون} الاَية, ورواه النسائي وابن جرير به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن, حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران بن حكيم, عن ابن عباس, قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك. قال «وتفعلون ؟» قالوا: نعم. قال: فدعا فأتاه جبريل فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً, فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين», وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة, فقال: «بل باب التوبة والرحمة».
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري, حدثنا خلف بن تميم المصيصي عن عبد الجبار بن عمر الأيلي, عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدته أم عطاء مولاة الزبير بن العوام قالت: سمعت الزبير يقول لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس «يا آل عبد مناف إني نذير» فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم, فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك, وإن سليمان سخر له الريح والجبال, وإن موسى سخر له البحر, وإن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهاراً, فنتخذها محارث فنزرع ونأكل, وإلا فادع الله أن يحيي لنا موتانا لنكلمهم ويكلمونا, وإلا فادع الله أن يصيّر لنا هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف, فإنك تزعم أنك كهيئتهم. وقال: فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي, فلما سرّي عنه, قال: «والذي نفسي بيده, لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان, ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم, وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة, فلا يؤمن منكم أحد, فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم, وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين» ونزلت {وما منعنا أن نرسل بالاَيات إلا أن كذب بها الأولون} وقرأ ثلاث آيات ونزلت {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} الاَية. ولهذا قال تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالاَيات} أي نبعث الاَيات ونأتي بها على ما سأل قومك منك فإنه سهل علينا يسير لدينا إلا أنه قد كذب بها الأولون بعد ما سألوها, وجرت سنتنا فيهم وفي أمثالهم أنهم لا يؤخرون إن كذبوا بها بعد نزولها, كما قال الله تعالى في المائدة {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين} وقال تعالى عن ثمود حين سألوا آية ناقة تخرج من صخرة عينوها, فدعا صالح عليه السلام ربه فأخرج لهم منها ناقة على ما سألوه, فلما ظلموا بها أي كفروا بمن خلقها وكذبوا رسوله وعقروها, فقال {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب}. ولهذا قال تعالى: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا به} أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله الذي أجيب دعاؤه فيها {فظلموا به} أي كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها, فأبادهم الله عن آخرهم وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وقوله تعالى: {وما نرسل بالاَيات إلا تخويف} قال قتادة: إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الاَيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون, ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه, فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه, وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات, فقال عمر: أحدثتم والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن. وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته, ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده, فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ـ ثم قال ـ يا أمة محمد والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته, يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً».

** وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنّ رَبّكَ أَحَاطَ بِالنّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرّؤيَا الّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لّلنّاسِ وَالشّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاّ طُغْيَاناً كَبِيراً
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضاً على إبلاغ رسالته مخبراً له بأنه قد عصمه من الناس, فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته. وقال مجاهد وعروة بن الزبير والحسن وقتادة وغيرهم في قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي عصمك منهم, وقوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الاَية, قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة, عن ابن عباس {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به, {والشجرة الملعونة في القرآن} شجرة الزقوم, وكذا رواه أحمد وعبد الرزاق وغيرهما عن سفيان بن عيينة به. وكذا رواه العوفي عن ابن عباس.
وهكذا فسر ذلك بليلة الإسراء مجاهد وسعيد بن جبير والحسن ومسروق وإبراهيم وقتادة وعبد الرحمن بن زيد, وغير واحد, وقد تقدمت أحاديث الإسراء في أول السورة مستوفاة ولله الحمد والمنة. وتقدم أن ناساً رجعوا عن دينهم بعد ما كانوا على الحق, لأنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك, فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه, وجعل الله ذلك ثباتاً ويقيناً لاَخرين, ولهذا قال {إلا فتنة} أي اختباراً وامتحاناً, وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم, كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار, ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله: هاتوا لنا تمراً وزبداً, وجعل يأكل من هذا بهذا, ويقول: تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا, حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري وغير واحد, وكل من قال إنها ليلة الإسراء, فسره كذلك بشجرة الزقوم. وقيل: المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية, وهو غريب ضعيف.
وقال ابن جرير: حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة, حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد, حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود, فساءه ذلك, فما استجمع ضاحكاً حتى مات, قال: وأنزل الله في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} الاَية, وهذا السند ضعيف جداً فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك, وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية, ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء, وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم, قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي في الرؤيا والشجرة, وقوله: {ونخوفهم} أي الكفار بالوعيد والعذاب والنكال, {فما يزيدهم إلا طغياناً كبير} أي تمادياً فيما هم فيه من الكفر والضلال, وذلك من خذلان الله لهم.

** وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لاَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـَذَا الّذِي كَرّمْتَ عَلَيّ لَئِنْ أَخّرْتَنِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنّ ذُرّيّتَهُ إَلاّ قَلِيلاً
يذكر تبارك وتعالى عداوة إبليس لعنه الله وذريته وأنها عداوة قديمة منذ خلق آدم فإنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لاَدم فسجدوا كلهم إلا إبليس استكبر وأبى أن يسجد له افتخاراً عليه واحتقاراً له {قال أأسجد لمن خلقت طين} كما قال في الاَية الأخرى {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} وقال أيضاً أرأيتك يقول للرب جراءة وكفراً والرب يحلم وينظر {قال أرأيت هذا الذي كرمت علي} الاَية, قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول لأستولين على ذريته إلا قليلاً وقال مجاهد لأحتوينّ وقال ابن زيد لأضلنهم وكلها متقاربة والمعنى أرأيتك هذا الذي شرفته وعظمته علي لإن أنظرتني لأضلن ذريته إلا قليلاً منهم.

** قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنّ جَهَنّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مّوْفُوراً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً * إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً
لما سأل إبليس النظرة قال الله له {اذهب} فقد أنظرتك كما قال في الاَية الأخرى قال: {فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم} ثم أوعده ومن اتبعه من ذرية آدم جهنم {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم} أي على أعمالكم {جزاءً موفور} قال مجاهد وافراً, وقال قتادة موفوراً عليكم لا ينقص لكم منه. وقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استخفهم بذلك وقال ابن عباس في قوله {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال كل داع دعا إلى معصية الله عز وجل وقال قتادة واختاره ابن جرير, وقوله تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} يقول واحمل عليهم بجنودك خيالتهم ورجلتهم فإن الرجل جمع راجل كما أن الركب جمع راكب وصحب جمع صاحب ومعناه تسلط عليهم بكل ما تقدر عليه وهذا أمر قدري كقوله تعالى {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أز} أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً وتسوقهم إليها سوقاً وقال ابن عباس ومجاهد في قوله {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال كل راكب وماش في معصية الله وقال قتادة: إن له خيلاً ورجالاً من الجن والإنس وهم الذين يطيعونه تقول العرب أجلب فلان على فلان إذا صاح عليه ومنه نهى في المسابقة عن الجلب والجنب ومنه اشتقاق الجلبة وهي ارتفاع الأصوات, وقوله تعالى: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال ابن عباس ومجاهد: هو ما أمرهم به من إنفاق الأموال في معاصي الله, وقال عطاء: هو الربا, وقال الحسن: هو جمعها من خبيث وإنفاقها في حرام, وكذا قال قتادة, وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أما مشاركته إياهم في أموالهم فهو ما حرموه من أنعامهم يعني من البحائر والسوائب ونحوها وكذا قال الضحاك وقتادة وقال ابن جرير والأولى أن يقال إن الاَية تعم ذلك كله, وقوله {والأولاد} قال العوفي عن ابن عباس ومجاهد والضحاك يعني أولاد الزنا, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو ما كانوا قتلوه من أولادهم سفهاً بغير علم, وقال قتادة والحسن البصري: قد والله شاركهم في الأموال والأولاد مجسوا وهودوا ونصروا وصبغوا على غير صبغة الإسلام, وجزؤوا أموالهم جزءاً للشيطان, وكذا قال)قتادة سواء, وقال أبو صالح عن ابن عباس هو تسميتهم أولادهم عبد الحارث وعبد الشمس وعبد فلان قال ابن جرير وأولى الأقوال بالصواب أن يقال كل مولود ولدته أنثى عصى الله فيه بتسميته بما يكرهه الله أو بإدخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله أو بالزنا بأمه أو بقتله أو غير ذلك من الأمور التي يعصى الله بفعله به أو فيه فقد دخل في مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك الولد له أو منه لأن الله لم يخصص بقوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} معنى الشركة فيه بمعنى دون معنى فكل ما عصي الله فيه أو به او أطيع الشيطان فيه أو به فهو مشاركة, وهذا الذي قاله متجه وكل من السلف رحمهم الله فسر بعض المشاركة فقد ثبت في صحيح مسلم عن عياض بن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال «يقول الله عز وجل إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم» وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً» وقوله تعالى: {وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرور} كما أخبر تعالى عن إبليس أنه يقول إذا حصحص الحق يوم يقضي بالحق {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} الاَية وقوله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه إياهم وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ولهذا قال تعالى {وكفى بربك وكيل} أي حافظاً ومؤيداً ونصيراً, وقال الإمام أحمد حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر» ينضي أي يأخذ بناصيته ويقهره.

** رّبّكُمُ الّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً
ويخبر تعالى عن لطفه بخلقه في تسخيره لعباده الفلك في البحر وتسهيله لمصالح عباده لابتغائهم من فضله في التجارة من إقليم إلى إقليم ولهذا قال: {إنه كان بكم رحيم} أي إنما فعل هذا بكم في فضله عليكم ورحمته بكم.